وها هي الوحدة اليمنية في رحلة التميز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ
أمي اليمن ـ للتحميل السلام عليكم ورحمة الله
أولا أرفع اجمل التهاني وأطيب التبريكات
لقيادتنا السياسية وعلى رأسها فخامة القائد
علي عبد الله صالح ولمجلسي النواب والشورى
ولشعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة
اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة
ثانيا تواردت لدي هذه الذكريات عن تميز اليمن من
يوم السادس والعشرين من سبتمبر وحتى الآن
وكيف قامت هذه الوحدة بتحمل رسالة التميز في
عالمنا المعاصر وكيف هي مستمرة في تميزها
واقول وبالله التوفيق :
عندما يكتب اي كاتب عن السياسة لابد ان يذكر اليمن
وعندما يكتب المؤرخ عن التاريخ الإنساني لابد له أن
يبدا باليمن ، وعندما يبحث الباحثون في الحضارة الإنسانية
فلا بد أن تكون الإنطلاقة في البحث من اليمن أيضا
وفي التاريخ الحديث نجد ان كل الأحداث العالمية والإقليمية
تجد لها بطريقة أو أخرى اتصالا باليمن ، وأذكر ان احد
الأساتذة من إحدى الدول العربية قال أنه يريد ان يعمل بحثا
عن المنطقة التي ينتمي إليها ووجد انه يجب عليه أن يبدا البحث
بالألتقاء بالباحثين والمؤرخين اليمنيين لأن المنطقة هذه مرتبطة
تاريخيا وحضاريا باليمن
نحن هنا حديثنا عن الوحدة اليمنية فما الذي جعلنا نتحدث عن تميز
اليمن ارضا وإنسانا ؟ ، والإجابة على ذلك هي ان الوحدة اليمنية
كما نراها هذه الأيام متميزة عن أي نشاط إنساني وحضاري في
الكرة الأرضية ، وللننطلق لبيان هذا التميز من بداية انطلاق الثورة
اليمنية في الشمال والجنوب فنجد اولا أن الثورة اليمنية 26 سبتمبر
انطلقت من المدينة باتجاه الريف إذ انها انطلقت من مدينة صنعاء بينما
الثورة اليمنية في الجنوب انطلقت من الريف باتجاه المدينة إذا أنها
انطلقت من جبال ردفان فالتميز هنا في الثورة اليمنية هو التكامل
بين الثورتين إذا ان الثورتين في الجنوب والشمال تكمل بعضهما
حتى بدتا للناس أنهما ثورة واحدة وهذا التميز لم يحصل في أي بلد
ثم لننظر إلى ثورة سبتمبر وتميزها عن باقي الثورات في العالم فنجد
ان أعداءها في ذلك الوقت يزيد عن أكثر من نصف العالم واستمر هذا العداء
اكثر من ثمان سنوات حتى كادت ان تسقط هذه الثورة في حصار مدينة
صنعاء ، ومن هنا أقول أن فك الحصار عن صنعاء كان بحجم الثورة
اليمنية ، ففي حين تعرضت الثورة اليمنية للحصار هنا وهنا في شمال
الوطن وكانت على وشك الإنهيار يأتي من جنوب الوطن حدث مهم لصالح
الثورة اليمنية وهو جلا الإستعمار البريطاني من جنوب الوطن
فتشكلت هناك ما سمي بذلك الوقت بقوات المقاومة الشعبية الداعمة لفك
الحصار عن صنعا ، وكانت هذه القوات دعما مهما ، إذ أن الحصار أحكم
طوقه حتى لم يبقى من صنعاء إلا بضعة شوارع ، والتميز الحاصل
هنا هو التكامل بين ابناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا وشرق وغرب
ثم أن يوم جلاء الاستعمار البريطاني عن جنوب الوطن كان متميزا أيضا
وليس كأي جلاء ، وهذا التميز كان في ذلك الوقت على مستوى العالم العربي
ففي هذه السنة تعرضت الدول العربية لهزيمة يونيو فجاء هذا اليوم كرد
اعتبار للعرب جميعا وعنصر مهم لإعادة التوازن للأمة بعد النكبة
أما الوحدة اليمنية فقد جاءت في قمة التميز فيما احاط بها من أحداث
فقد وجدت اليمن نفسها أثناءها في حصار يشبه قسوة الحصار على
صنعاء ، فقد صاحب إعلان إعادة الوحدة اليمنية وجود مشكلة عربية
شكلت طعنة في خاصرة الأمة العربية وكانت تجربة الوحدة في هذه
الفترة قاسية جدا ، فقد وجدت اليمن نفسها أمام موقف صعب من
ناحية سياسية وإقتصادية وعسكرية
أما من الناحية السياسية فإنها كانت محاطة بعداء كبير بسبب موقفها
من أحداث ذلك العام وكان أكثر من نصف الدول العربية يقف في
الجانب المعادي للوحدة
أما الجانب الإقتصادي فقد كان أعداء الوحدة اليمنية يتمتعون بدعم أكبر
قوة إقتصادية في العالم ، وفي نفس الوقت كانت الوحدة تعاني
مقابل ذلك من عودة أكثر من مليون مواطن بشكل مفاجئ وقسري
أما من الناحية العسكرية فقد واجهت أضخم ترسانة عسكرية في
الجزيرة العربية حتى صارت مدينة صنعاء مهددة بالقصف الصاروخي
وقد قصفت بالفعل
ومن التميز الذي نالته الوحدة اليمنية أثناء معاركها مع أعدائها
أن العامل الرئيس في انتصارها كان هو الشعب أكثر منه قوات حكومية
بالضبط كما حدث في فك الحصار عن صنعاء بعد حصار السبعين
كان العامل في فك هذا الحصار هو الشعب أكثر منه الحكومة
ومن التميز الذي تميزت به الوحدة هو أن فترة الصراع العسكري
مع أعدائها كانت متقاربة مع فترة الصراع العسكري في حصار
صنعاء إذ ان الصراعين استغرق كل منهما السبعين يوما تقريبا
وبعدأن ذكرنا عدة صور من صور التميز في بلادنا الحبيبة فهل
ما يجري الآن في الساحة اليمنية هو تميز أيضا ؟
أنا اعتقد أن ما تتعرض له الوحدة اليمنية في الوقت الحاضر هو من
ضمن سلسلة التميز ، فأعداؤها اليوم توسعت دائرتهم وتعددت
اشكالهم وتنوعت مشاربهم السياسية حتى أن ما يقومون به ليس
مجرد حركة انفصالية بل هو أيضا تنافس بين الأعداء على من يسبق
أولا لضرب الوحدة اليمنية
أيضا هناك تميز آخر وهو أنها اليوم تتعرض لحراك انفصالي في
الجنوب ، وتمرد طائفي في الشمال ، وإرهاب ( القاعدة ) هنا وهناك
وقرصنة بحرية في المياه الإقليمية ، وازمة اقتصادية تطحن الشعب
صغيرا وكبيرا ، وفسادا إداريا يصطلي بناره الجميع
فأمام هذا التميز القاسي الذي لا يقل عن التميزات السابقة في سلسلة
التميز نجد انفسنا على موعد مع تميز آخر عودتنا عليه وحدتنا
المباركة وسوف يكون هذه المرة تميزا مدويا في سماء العروبة
والاسلام وسوف نرى جحافل الوحدة تكتسح كل تلك القلاع المعادية
لها تباعا وهذا ليس مجرد تمن بل هو استنتاج لحقائق موجودة على
ارض الواقع
فنحن نرى الكثير من أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج يطالب
فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بالضرب بيد من حديد على ألئك
العابثين بالأمن والاستقرار وهو لم يتخذ هذه المطالبة مبررا لتوجيه
ضربة هنا أوهناك بل يتصرف تصرف القائد الشجاع الذي يحقق بالسلم
ما يحققه الآخرون بالحرب ، وهذا التميز الوحدوي نحن في انتظاره
كما عودتنا وحدتنا المباركة ، وهو آت بعون الله
ـــــــــــــــــــ