خبراء سياسيون أميركيون: المسيحيون اليمينيون لعبوا الدور الأكبر في إعادة انتخاب جورج بوش

واشنطن: عماد مكي
يرى العديد من الخبراء والمحللين السياسيين الأميركيين أن جماعات اليمين المسيحي المحافظ ، ولا سيما من الانجيليين البروتستانت الأصوليين، كان لها أكبر الأثر على نتيجة التصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية الأميركية يوم الثلاثاء الماضي، والتي انتهت باعادة انتخاب الرئيس الجمهوري جورج بوش لأربعة سنوات أخرى، وتعزيز الجمهوريين، وبالذات التيار اليميني المتشدد منهم، سيطرتهم على مجلسي الكونغرس (الشيوخ والنواب). ويعتقد هؤلاء أن حتى التيار من الكاثوليك تضامن مع الانجيليين الأصوليين، ووقف بقوة ضد المرشح الديمقراطي جون كيري مع ان الأخير كاثوليكي. ويؤيد هذه النظرية ستيفن والدمان رئيس تحرير الموقع الإلكتروني Beliefnet.com والمتخصص بالقضايا الدينية، اذ قال في حديث خاص مع «الشرق الاوسط» ان جماعات اليمين المسيحي «شكلت جزءاً ضخماً من نصر الرئيس بوش، ليس على مستوى الدولة ككل، ولكن في الولايات التي كان بوش بأمس الحاجة للفوز بها». كما يقول توم باري، مدير السياسات في «مركز السياسات عبر المحيط» (آي آر سي) «لقد كان التركيز على القيم والأخلاقيات كقضية مركزية في الحملة السياسية عاملاً رئيسياً لهذا الدعم القوي». ويحذر بعض المحللين، ومنهم باري ، منذ الآن من أن جدول أعمال اليمين المسيحي القوي سيعني تبني بوش مواقف أكثر عدوانية وتشدداً على الصعيدين الداخلي والخارجي. اذ يرى باري «ان نصر بوش بهذا الحجم الكبير من التفويض الشعبي سيسمح لجدول أعمال السياسة الراديكالية لليمين المسيحي والمحافظين الجدد، على الصعيدين السياسي المحلي والخارجي، للسير قدماً وبسرعة مخيفة»
* الجماعات المسيحية تتباهى بانجازها

* من جهة أخرى، بعدما ظهرت نتيجة المعركة الانتخابية يوم الأربعاء، سارع كثيرون من قادة الجماعات المسيحية في نسب الفضل بنصر بوش لهم، ووعدوا بممارسة الدفع بجدول أعمالهم لقضايا تتراوح بين ما يسمى بـ«الحرب على الإرهاب» وسياسة خارجية اكثر قوة، وبين التشديد على اقرار قانون المعارض للإجهاض وكذلك حظر زواج المثليين. وفي تعليق للقس باتريك ماهوني، مدير «تحالف الدفاع المسيحي» ـ وهو تحالف يعمل على حظر الإجهاض ويعمل على السماح بالتعبير بحرية عن الانتماءات المسيحية ورموزها في الحياة العامة ـ قال «من الواضح أن أحد العوامل الرئيسية في هذا السباق الرئاسي كان الحضور القوي للدين والعقيدة وللمجتمعات المحبة للحياة. لقد لعبت القضايا الأخلاقية دوراً رئيسيا في كل أنحاء البلاد». وأضاف ماهوني أن الجماعات المسيحية ستستخدم نفوذها الواضح للتأثير على السياسات التي سيبحثها البيت الأبيض، وستركز بالتحديد على حظر الإجهاض كقضية اولى. ثم أردف «الآن سنستخدم هذا النفوذ السياسي المكتسب حديثاً للتفاهم مع البيت الأبيض... سنركز جهودنا الأولى على ترشيح قاض للمحكمة العليا معارض للإجهاض».

أما جيمس كنيدي، رئيس كنائس كورال ريدج، فيرى أن «في مقدمة الأولويات التي ستطرح في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل يأتي الدفاع عن الحياة الإنسانية البريئة التي لم تولد بعد، وحماية الزواج (من زواج المثليين)، وترشيح قضاة اتحاديين يعملون على تطبيق الدستور لا على سن القوانين من على المنصة». وأضاف «لعل أميركا متجهة الآن نحو العودة إلى الاعتراف بأهمية الدين وأخلاقيات الحياة العامة». وفي الاتجاه نفسه قال القس روب سكينك، رئيس «مجلس رجال الدين الوطني»، وهو تجمع مسيحي تمارس الضغط السياسي على واشنطن في القضايا الدينية، إن الانتخابات الأخيرة «أوضحت مدى ابتعاد زعماء الحزب الديمقراطي عن الإجماع الديني في الولايات المتحدة». وتابع في بيان صحافي «إذا كانوا سيبحثون عن الارتباط السياسي، فعليهم عادة فحص أوضاعهم ومواقفهم ازاء كل القضايا الأخلاقية الرئيسية، بما في ذلك قدسية الحياة البشرية، وقدسية الزواج والاعتراف بالله بشكل عام».

* احصائيات لافتة

* هذا، وكان قرابة 42% من اجمالي الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم يوم الثلاثاء الماضي كانوا ممن قالوا انهم يترددون على الكنيسة مرة كل أسبوع على الاقل. وقد بلغت نسبة مشاركة الانجيليين الأصوليين البيض، الذين يطلق عليهم لقب «المسيحيون المولودون من جديد» Born-Again Christians، اي اولئك الذين عادوا الى التدين، بـ 22% من الناخبين ذلك طبقاً لاستطلاعات الرأي التي اجريت لدى خروج المقترعين من مراكز الاقتراع.

وحتى في أوساط الناخبين الكاثوليك حصل كيري (الكاثوليكي) على 47% فقط من اصوات الكاثوليك مقابل 52% لبوش، طبقاً لهذه الاستطلاعات. أما في ولاية فلوريدا الحاسمة فقد عزز وضع فوز بوش حصوله على 55% من الدعم الكاثوليكي. بينما في أوهايو ـ الولاية التي حسمت الانتخابات ـ فقد كان نصيب بوش من أصوات الناخبين الكاثوليك 53% مقابل 46% لكيري. وفي هذا الصدد قال الأب جون بتكا، وهو محاضر في العلوم السياسية بجامعة دايتون في ولاية أوهايو ـ وهي إحدى أكبر الجامعات الكاثوليكية في الولايات المتحدة ـ «ان نصر الرئيس بوش في أوهايو لهو إنجاز كبير لتحالفه مع (ديك) تشيني... لقد شدد هذا على القيم الأخلاقية التقليدية وساعد على خلق طفرة كبيرة في الناخبين المنصرّين والانجيليين الجدد والمسيحيين المولودين من جديد». وللعلم، تبلغ نسبة الناخبين الكاثوليك من مجموع سكان الولايات المتحدة نحو 27%، معظمهم من الايطاليين والايرلنديين والبولنديين والهسبانيكيين، في حين تبلغ نسبة البروتستانت (بمختلف طوائفهم) نحو 54% من مجموع السكان البالغ تعدادهم 296 مليون نسمة. أيضاً، وجدت استطلاعات الرأي التي اجريت خارج مراكز الاقتراع أيضاً أن بوش رفع شعبيته ـ كما كان متوقعاً ـ في صفوف اليهود بالمقارنة بانتخابات عام 2000، بحصوله على 25% من اصوات اليهود (بزيادة 6% عما حصل عليه في معركته قبالة المرشح الديمقراطي آل غور في الانتخابات السابقة). ومع ان الاستطلاعات لم تذكر شيئاً محدداً عن نسب توزع أصوات الناخبين المسلمين، فانها أشارت الى أن معتنقي الديانات الأخرى من غير المسيحيين واليهود صوتوا بنسبة 74% للمرشح الديمقراطي السناتور كيري مقابل 23% فقط صوتوا لبوش بنسبة تراجع لحصة بوش في حدود الـ 6%.

تسلم على هالموضوع الحلو وسلام

بدون تعليق

والله مافي اخطر من اليهود والنصارى الله يرد كيدهم في نحورهم تسلم اخي على موضوعك الحلو